إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012/12/10

Huda Al-Safwani - recollection

في ذِكر هُدى الصفواني
( - 2010)
 
 
مصباح كمال
 
 
يصادف يوم 3 كانون الثاني 2013 الذكرى الثالثة لوفاة هدى الصفواني.[1]  قلة المعلومات وقت وفاتها حالت دون أن ننشر نعياً لها.[2]  ومع اقتراب هذه المناسبة دعوت عدداً من الزملاء والزميلات ممن يعرفونها المساهمة في إعداد ورقة بهذه المناسبة.  كتبتْ نيران نعمان ماهر السامرائي، زميلتها وصديقتها، كلمة وكذلك باقر المنشئ زميل العمل القريب منها (الكلمتان منشورتان في مرصد التأمين العراقي).  وكتب عبدالباقي رضا وسحر الحمداني وفؤاد عبدالله عزيز ومنعم الخفاجي تعليقات صغيرة أدرجتها في هذه الورقة وكذلك إيمان عبدالله شياع.
 
 
 
لا نعرفُ المصادر الفكرية والثقافية لهدى الصفواني، وكيف اكتسبت معارفها التأمينية والمهارات المرتبطة باختصاصها في التأمين على الطيران.  ولا نعرفُ إن كانت هدى تحمل فكراً سياسياً معيناً ولكننا نعرف أن والدها سلمان الصفواني (1899-1988) كان صاحب جريدة اليقظة (1924-1959) ويعتبر من رواد الصحافة العراقية، وكان وطنياً واتجاهه السياسي قومياً عربياً.  ولا نعرفُ إن كانت قد قد كتبت مقالات منشورة ولكنها كتبتْ، بالتأكيد، مطالعات في قضايا تأمينية ذات علاقة باختصاص عملها، ولن نكتشف ذلك إلا من خلال البحث في ملفات شركة التأمين الوطنية - إن كانت هذه الملفات موجودة.  ومن المؤسف أن لا نستطيع حتى تقييمها من خلال عملها لشحة المعلومات.  وقد حاولنا البحث عن بعض المعلومات عن حياتها الشخصية في الشبكة العنكبوتية لكننا لم نحصل على أي معلومة.  خير من يستطيع إلقاء بعض الضوء على عملها وشخصيتها هم زميلاتها وزملاءها لكننا لم نستهدي، حتى كتابة هذه الورقة، إلا إلى نيران نعمان ماهر السامرائي وباقر المنشئ.[3]
 
فيما يلي أقدم بعض الكلمات التي وردتني.  كتبت سحر الحمداني في رسالة إلكترونية قصيرة بتاريخ 27/11/2012 أن
 
"هدى الصفواني رحمها الله كانت قمة في التواضع والبساطة والعمل بصمت، وكل الذي اعرفه عنها ان موظفيها كانوا يكنون لها كل الاحترام والتقدير.  وكنت كلما التقي بها تحكي لي عن ابنتها وزوجها العازف الموسيقي [غازي مصطفى بهجت] بكل رقي.
 
اكثر من يعرف هدى وعمل معها هو السيد خالد البنا الذي اتمنى ان يكون حيا لان اخباره انقطعت منذ سنوات طويلة.  لقد شتت الحصار اللعين موظفي التامين الاكفاء."
 
كان أول من أعلمني برحيل هدى الصفواني زميلي باقر المنشئ في رسالة مؤرخة في 9 كانون الثاني 2010 موجهة إلى عشرات الأسماء، قال فيها:
 
Dear All,
 
I received with deep sorrow the final departure of a dear and fine person UM HALA, HUDA AL-SAFWANI.
 
On this sad occasion I would like to send my sincere condolences to all of HUDA's family, relatives and friends.
 
It has been more than 15 years since I last saw Um Hala, but I very well remember every day we spent together at NATIONAL INSURANCE CO for many years.
 
I also remember, more than 25 years ago, when we both were in London; we spent many hours looking for a shop to repair Abu Hala's OBOE!  This proved to me that she cared a lot about her husband.
 
Simply she was a great person and we will certainly miss her.
 
Let us all pray to GOD to forgive her and let her rest in heaven in peace.
 
هدى الصفواني هي من ذلك الزمن الذي وصفته في رسالة تعزية باللغة الإنجليزية إلى زوجها وابنتها وأخيها وجمهرة الأسماء التي وردت في رسالة باقر المنشئ:
 
Huda belonged to a generation of liberated Iraqi women who played important roles in public life on an equal footing with their male colleagues.  That is how it was at NIC under the rational management and brilliant leadership of Abdulbaki Redha.  The anecdote related by Bakir speaks volume about a fine lady and a senior staff member of NIC and the trust put in her to represent the interests of NIC vis-à-vis London insurance underwriters.
 
I haven’t had the honour and pleasure of working directly with Huda but I knew of her outstanding contribution while she was at the Marine & Aviation Department of NIC.  Huda, along with other ladies like Buthaina Hamdi (Accounts), Suhair Hussain Jameel (Legal) and many others, were shining examples of the equality at work that was slowly emerging in Iraq in those days.
 
وقتها وردتني رسالة من سيدة عراقية تعمل في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 10/1/2010 تبرز بعضاً من صفات هدى الصفواني، ويؤسفني أن لا استطيع الاقتباس من رسالتها والتصريح باسمها لأنني لم استلم رداً منها على ذلك عند كتابة هذه الورقة.  واقتبس هنا فقرات من جوابي على رسالتها:
 
I have always had respect for my female colleagues at NIC where I worked (1968-1977).  My immediate line manager in the Engineering Department was a lady (Najeeba Kaka), three of my colleagues in the department were women: Amal Ibrahim, Nabila Fikri and Jacqueline Ramzi.
 
Huda was among those outstanding women who served the company well.  Thanks to the open mind of the then Chairman and General Manager Abdulbaki Redha, female staff had equal opportunity with their male colleagues in promotion and prospects.  Huda’s command of English and technical knowledge and competence in aviation insurance were her strong points in addition to her charm and other qualities that you have mentioned.
 
In appreciation of the contribution of female staff to Iraq’s insurance industry I have commissioned a colleague at NIC, Eiman Abdulla Shia’a, to write about the role of women at NIC for a blog (Iraq Insurance Review) that I have launched and manage as at present there is no printed or electronic insurance journal in Iraq: http://misbahkamal.blogspot.co.uk/2009/04/blog-post_27.html
 
By mourning the passing away of Huda we are mourning an era, a secular and a progressive outlook on social life that has been taken away from us.  We live in hope that all is not lost and that Iraq and its people will be in a better shape in years to come.
 
وقال عنها عبدالباقي رضا:
 
"كانت سيدة مثقفة خارج نطاق عملها الذي كانت متقدمة فيه وربما عملت لوقت قصير وموقت في سكرتارية المدير العام."  (مقتطع من رسالة مؤرخة في 27 تشرين الثاني 2012).
 
وكتب عنها فؤاد عبدالله عزيز من البحرين:
 
"الزميلة المرحومة هدى الصفواني عملت منذ التحاقها بالتامين الوطنية في قسم البحري والطيران، وكانت نشطة في تخصصها، وتركت الوطنية وهي مديرة في فرع تامين السفن والطيران واعادة التامين.
 
وهي، كما يعلم الجميع، ابنة المرحوم سلمان الصفواني، الصحفي الوطني المعروف كان صاحب جريدة اليقظة منذ العهد الملكي.  لذلك فان توجهاتها كانت منسجمة مع اجواء عائلتها الادبية والفنية فكانت محبة للنشاطات الفنية ايضا اذ كانت حاضرة في أغلب حفلات الفرقة السمفونية الوطنية والتي كانت مناسبة في حينها ان تتزوج السيد غازي بهجت عازف الأوبوا في الفرقة وأحد موظفي قسم العلاقات في التامين الوطنية."  (مقتطع من رسالة مؤرخة في 2 كانون الأول 2012).
 
وكتب منعم الخفاجي:
 
"عرفت المرحومة هدى الصفواني عن كثب، سيدة محترمة تتحلى بدرجة راقية من الاخلاق فهي من عائلة كريمة.  والدها المرحوم سلمان الصفواني من كبار صحفي العراق وصاحب جريدة اليقظة، وأخويها الزميلين رامز ويحي الصفواني.  وعدا ذلك فهي كانت من خيرة النساء العاملات في شركة التامين الوطنية من حيث الاخلاص والجدية في العمل.
 
حسب ما اعتقد فإن الاخ باقر المنشىء لديه معلومات اوفر عن المرحومة لأنه زاملها في العمل لفترة طويلة عندما كان يعمل مديرا لفرع السفن والطيران وإعادة التامين."  (مقتطع من رسالة بتاريخ 3 كانون الأول 2012)
 
لا أذكر أن أحدً من زملائها أو زميلاتها أبدين تذمراً أو أشتكين منها.  هي من ذلك الصنف من الناس الذين يتمتعون بقوة داخلية تتجاوز الانحياز الشخصي والحكم المسبق وتحتفظ بدرجة عالية من الموضوعية في العلاقات.  لا أذكر أن أحداً ذكرها بسوء.  كانت دائماَ محط إعجاب وتقدير.  تقول إيمان عبدالله شياع في رسالة بتاريخ 27 تشرين الأول 2012 رداً على طلبي توفير تاريخ ميلاد هدى الصفواني: "سأحاول ان احصل لك ما طلبت بخصوص السيدة هدى الصفواني والتي كنت انا شخصيا من اشد المعجبات بها دون ان اعرفها وقد عاصرتها لفترة قصيرة قبل ان تغادر الشركة."  هذه المشاعر مشتركة تجاه هدى الصفواني.
 
 
كانت إنسانة مرحة، وهذا هو الانطباع المحفور في ذاكرتي عنها.
 
 
هدى الصفواني توفيت في نيوزيلنده قبل الساعة الرابعة صباحاً بقليل يوم الأحد 3 كانون الثاني 2010.
 
لندن 10 كانون الأول 2012


[1] سنذكر جميع الأسماء مع حفظ الألقاب.
[2] وقتها كتبت إلى إيمان شياع: "هل لي الآن أن اقترح عليك بكتابة مادة عن السيدة هدى الصفواني، نعياً مثلاً، أو تتعاوني مع زملاء آخرين بهذا الشأن.  ربما يمكن لبعض الزملاء أن يتبرع بذكريات عمله معها.  ستكون هذه بمثابة تقدير لها ولذكراها.  لم تنهض المناسبة لأعمل معها لكنني كنت أعرف عن عملها وقدراتها الفنية في فرع التأمين على الطيران.  ربما لن تهتم إدارة الشركة بمثل هذا الأمر وتكتب نعياً ولكن نحن العاملين سابقاً والآن في الشركة علينا الاهتمام بمثل هذه المواضيع كي نحسس أنفسنا بأننا ننتمي إلى مجموعة لها هموم مشتركة وإن من يرحل منا يستحق التفاتة مناسبة.  آمل أن يحظى هذا الموضوع باهتمامك."  لكنها اعتذرت لعدم توفرها على المعلومات واستثارة همة الآخرين.
[3] أنظر: نيران نعمان ماهر السامرائي، "عندما أتذكر هدى الصفواني،" وباقر المنشئ "كلمة وفاء للمرحومة هدى الصفواني في ذكرى وفاتها الثالثة"، مرصد التأمين العراقي:
 

ليست هناك تعليقات: